السياحة في طرابزون
طرابزون وجهة سياحية بإمتياز يجهلها الكثيرون عند التفكير بالسياحة والسفر إلى تركيا. فرغم أن جمال إسطنبول لا يضاهى عالميًا كمدينة تليق بالإمبراطوريات والمستقبل البشري في بدايات القرن الحادي والعشرين والمبرز بذات الوقت لجمال التاريخ الإنساني المشبّع بالمدينة، وعلى الرغم من أن أنطاليا تشكل الوجهة المفضلة لمريدي سياحة الفنادق على الشاطئ والإسترخاء في فنادق تلبي جميع الإحتياجات بدون الحاجة لترك الفندق، إلا أن طرابزون ومنطقة إلتقاء جبال تركيا الأناضول بسواحل البحر الأسود تشكل منطقة طبيعية وحضارية من نوع آخر ومناخ طبيعي وإنساني يختلف تمامًا وتشبه في مناخها، طبيعتها وتراثها الإنساني قريبتها جورجيا ربما أكثر مما تشبه المناخ البشري لإسطنبول وغرب تركيا! فطرابزون ومنطقة الجبال والبحيرات في شرق شمال تركيا أقرب جغرافيًا على جورجيا منها على إسطنبول! ويحتار المرء في مناظرها الرائعة وفي إمكانياتها التي توفر تجربة فريدة تكاد تخلط بين جمال غابات الغابة السوداء وبحيرات سويسرا وجبال الخضار في جورجيا، وكل هذا بمنطقة توفر المدن الحديثة والبيئة الريفية الجبلية في مكان واحد
قصر أتاتورك
قصر اتاتورك الأبيض مكون من ثلاثة طوابق وتوجد به مناظر جميلة وحدائق عجيبة. القصر يوجد بتلة سوغ كسو الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من منطقة اتاتورك الاني. القصر بنته عائلة ثرية تشتغل في مجال الأبناك سنة 1903 بمعمار يعتمد أسلوب البحر الأسود الشعبي في منطقة القرم.
تركت عائلة المال القصر لاتاتورك عندما زار المنطقة سنة 1924. العائلة تخلت عن القصر سنة 1923. البناية هي افضل مثال عن العمارة في في بداية القرن العشرين في المنطقة حيث اعتمدت على تصمي غريب الأطوار ، حيث ان القصر بناه رجل المال اليوناني قسطنطين كاباجيانيديس حيث برز اسمه كقائد سياسي لجمهورية البونتيكيين الوهمية.
القصر استضاف اتاتورك خلال زيارته للمنطقة وقدم له القصر كامتنان على زيارته الثالثة سنة 1937. تم تحويل القصر الى متحف يضم العديد من الأثاث الجميل خلال الفترة التي كان مملوءا بها، والعديد من الصور الاتاتورك وخريطة عسكرية التي تشير لدى التحركات العسكرية للزعيم التركي لمواجهة التمرد الكردي سنة 1937.
حافلات النقل العمومي التي تسمى كوسيك تنطلق من قبالة البريد قهر مان قديسي توصل حتى متحف القصر. تكلف الرحلة روبيتين. كما ان سيارة الأجرة تنقل الى المتحف وتكلف حوالي ١٥ روبية. من أهم الأماكن السياحية في طرابزون ولا تفوتوا زيارته.
متحف ايا صوفيا
يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر وكان في الأصل كنيسة "كاليدونية". كانت "ترابزون" وقت بنائه عاصمة "إمبراطورية تريبازوند" ويُعد أحد الأمثلة القليلة الباقية من المعمار البيزنطي. تم تحويله إلى مسجد في 1461 وطلاء رسوماته. خدم كمشفىً روسي لفترة وجيزة خلال الحرب العالمية الأولى قبل إعادته مسجداً، قبل أن يصبح متحفاً في 1964
دير السوميلا
دير سوميلا من اهم مناطق الجذب السياحية بطرابزون. الدير تقع على ارتفاع ألف ومائتي متر وتعرضت للهدم والتدمير عدة مرات من طرف مختلف الامبراطوريات التي تعاقبت على الحكم بالمنطقة. منطقة الدير تمتاز بمناظرها الطبيعية الخلابة والتي تشبه المناظر المتواجدة بجبال الألب. ما يجعلها من الأماكن السياحية المهمة في طرابزون وتركيا.
توجد منطقة دير سوميلا بسفح منحدر حاد مطل على وادي التاندير بمنطقة مكة بطرابزون. المنطقة استفادت من تواجدها بالحديقة الوطنية لالتاندير لتستفيد من مناظر طبيعية خلابة وفريدة تجلب إليها السياح العرب والأجانب من مختلف الجهات. وجهة فريدة للاستمتاع بسحر الطبيعة وعراقة التاريخ.
تم تأسيس منطقة الدير في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الاول سنة 386 من طرف الراهبان اليونانيان برنابا وصفرنيوس المنحدران من منطقة كولشيد (جورجيا). حسب الأساطير التي تحكى بالمنطقة فان الراهبان قررا الاستقرار وبناء الدير بعدما وجدا إيقونة لمريم العذراء في كهف بالجبل.
دير سوميلا التاريخية كانت قبلة للحركات العسكرية لمختلف الأباطرة الذين تعاقبوا على حكم المنطقة حيث تعرضت للهجومات العسكرية في مختلف العصور، كما استفادت في نفس الوقت من عمليات التجديد والتوسعة في مختلف العصور والتي كان ابرزها عملية اعادة البناء خلال القرن السادس عشر من قبل الجنرال بيليساريوس في عهد الإمبراطور جستينيا.
دير سوميلا أخدت شكلها الحالي منذ القرن الثالث عشر في فترة أوج تطورها خلال فترة حكم الإمبراطور الكسيوس الثالث لامبراطورية طرابزون التي تأسست سنة 1204. تعرضت الامبراطورية للغزو من قبل السلطان العثماني محمد الثاني سنة 1461 وأصبحت تابعة لوصاية السلطان وتعرضت في عهده لإعادة البناء والتجديد، السلطان حافظ على حقوق وامتيازات الرهبان المسافرين للمنطقة حيث كانت منطقة توقف شعبية حتى القرن التاسع عشر، حيث تمت توسعتها سنة 1860.
توجد العديد من الأماكن التي تمتاز بمعمارها الجميل بالدير، حيث توجد العديد من المصليات والمطابخ وغرف للدراسة وكنيسة روك ومأوى للزوار ومكتبة وعين مقدسة من طرف الروم الأرثوذكس. توجد بالدير أيضاً قناة للمياه توفر المياه للري والتي تمتاز بأقواسها الرائعة التي تمت تهيئتها من جديد. كما ان مدخل الدير توجد به العدد من أماكن الحراسة.
تم تحويل البناية الكبيرة بالدير والتي تمتاز بشفرتها الجميلة الى مأوى وملاذ للرهبان سنة 1860. المعمار التركي يؤثر بشكل كبير على البنايات الموجودة كال خزائن والمحاريب والمدفآت بالغرف والبنايات.